يُعتبر الشاعر البشير أحداد من أبرز الوجوه الفنية في فن "أحواش" بمنطقة سوس، خاصة في منطقة طاطا. وُلد البشير أحداد في قرية قصبة أيت حربيل بتمنارت، حيث نشأ وترعرع في بيئة غنية بالثقافة الأمازيغية والفنون التقليدية. منذ صغره، أبدى اهتمامًا كبيرًا بالشعر والموسيقى، مما دفعه للانخراط في فرق "أحواش" المحلية وتطوير مهاراته الشعرية والفنية.
"أحواش" هو فن جماعي تقليدي يجمع بين الشعر، الموسيقى، والرقص، ويُعتبر من أهم الفنون التراثية لدى الأمازيغ في جنوب المغرب. يُؤدى هذا الفن في المناسبات الاجتماعية والدينية، ويعكس القيم والتقاليد المتجذرة في المجتمع الأمازيغي. يُعتبر الشاعر (أو "أنضام" بالأمازيغية) عنصرًا أساسيًا في "أحواش"، حيث يتولى إلقاء القصائد الشعرية التي تتناول مواضيع متنوعة مثل الحب، الطبيعة، والحياة اليومية.
انضم البشير أحداد إلى فرق "إسوياس أحواش الدرست"، وهي من الفرق الشهيرة في منطقة الدرست. من خلال مشاركاته، ساهم في إحياء وتطوير هذا الفن، مقدمًا قصائد شعرية تجمع بين الأصالة والمعاصرة. تميزت قصائده بعمق المعاني وجمالية الأسلوب، مما أكسبه شهرة واسعة في الأوساط الفنية والثقافية.
من أبرز مشاركات البشير أحداد في "أحواش الدرست" تلك التي جمعته مع الفنان حسن أوزيدا، حيث قدما معًا عروضًا شعرية نالت استحسان الجمهور. كما شارك في عدة مناسبات ومهرجانات محلية، مساهماً في نقل التراث الأمازيغي للأجيال الصاعدة.
في إحدى قصائده الشهيرة، يتناول البشير أحداد موضوع الحب والجمال، معبرًا عن مشاعره بأسلوب شاعري رفيع. تُظهر هذه القصيدة قدرته على التعبير عن الأحاسيس بأسلوب يجمع بين البساطة والعمق.
بالإضافة إلى مشاركاته الشعرية، ظهر البشير أحداد في عدة لقاءات وحوارات إعلامية، حيث تحدث عن تجربته الفنية ورؤيته لتطوير فن "أحواش". كما شارك في أعمال فنية مع مجموعات موسيقية محلية، مساهمًا في إثراء المشهد الفني الأمازيغي.
من خلال مسيرته الفنية، أثبت البشير أحداد أن الفن الأمازيغي قادر على التطور والتجدد مع الحفاظ على هويته وأصالته. يُعتبر مثالًا للفنان الملتزم بنقل تراثه الثقافي وتعزيزه، مما يجعله رمزًا من رموز الفن الأمازيغي في المغرب.
يُعتبر الشاعر البشير أحداد من أبرز الفنانين في الساحة الأمازيغية، حيث ساهم بشكل فعّال في تأسيس وتطوير مجموعات موسيقية تهدف إلى إحياء التراث الأمازيغي وتقديمه بروح معاصرة. من بين هذه المجموعات، تبرز "مجموعة أياون" و"مجموعة أركان ن الشرك"، اللتان لعبتا دورًا محوريًا في المشهد الفني الأمازيغي.
مجموعة أياون: تأسست "مجموعة أياون" بهدف الحفاظ على التراث الموسيقي الأمازيغي وتقديمه بأسلوب حديث يتماشى مع تطلعات الجمهور الشاب. شارك البشير أحداد في تأسيس هذه المجموعة، حيث قدم من خلالها العديد من الأعمال الفنية التي تمزج بين الأصالة والحداثة. تميزت المجموعة بأدائها المميز واستخدامها لآلات موسيقية تقليدية مثل الرباب، مما أكسبها شهرة واسعة في الأوساط الفنية.
مجموعة أركان ن الشرك: "مجموعة أركان ن الشرك" هي مجموعة موسيقية أخرى ساهم البشير أحداد في تأسيسها، وتهدف إلى تقديم الأغنية الأمازيغية بروح جديدة مع الحفاظ على جوهرها التقليدي. من خلال هذه المجموعة، عمل البشير أحداد على إنتاج أعمال فنية تعكس التنوع والغنى الثقافي للتراث الأمازيغي، مع التركيز على المواضيع الاجتماعية والإنسانية.
ألبوم "ساولن إبوقالن": بالإضافة إلى مشاركاته الجماعية، أصدر البشير أحداد ألبومًا منفردًا بعنوان "ساولن إبوقالن"، حيث استخدم آلة الرباب كوسيلة أساسية للتعبير الموسيقي. يُعتبر هذا الألبوم تجربة فريدة من نوعها، حيث نجح في تقديم مقطوعات موسيقية تمزج بين الإيقاعات التقليدية واللمسات العصرية، مما لاقى استحسانًا كبيرًا من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء.
من خلال هذه المبادرات الفنية، أثبت البشير أحداد قدرته على الابتكار والتجديد في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية الأمازيغية، مما جعله أحد الرموز البارزة في المشهد الموسيقي المغربي.